الوهم
يحكى أن ❤ فتاة صغيرة بلغت لتوها الخامسة من عمرها ، سكنت في إحدى بيوت الطين التي انتثرت في تلك القفار الملتهبة ، خرج من ذلك البيت امرأة طاعنة في العمر تستند على عكازها ، تحاول ابقاء خمارها على وجهها من شدة الرياح التي أخذت معها تلك الرمال الصفراء ، ذلك العجاج الذي كاد يدفن معالم الحياة ، وقد استمر لأكثر من خمس ساعات متواصلة . العجوز بنبره مستاءه مخاطبةً الفتاة الممسكة بطرف ثوبها : ” هذا شؤمٌ آخر يحل علينا بعد أن دار عام آخر على ولادتك ، سنهلك لا محالة إن عشتي عامًا آخر ! " فركت تلك الفتاة الصغيرة عينيها بعد أن تضايقت من تلك الرمال المتطايرة ، و همت بالدخول لذلك البيت المتهالك و الاختباء تحت فراء أبيض كانت تتغطى به دومًا . نظرت تلك العجوز بحنق ، و أقفلت الباب بقوة أفزعت تلك الصغيرة . استمر ذلك العجاج حتى اقتراب موعد منتصف الليل ، حيث بدأت الريح تهدأ ، وكانت تلك إشارة لبداية إجتماع أهالي تلك القرية المتهالكة . و في أحد تلك البيوت التي اهترأت جدرانها ، سطع ضوء ينير عتمه الليل الموحشة ، بدأت الأصوات تتعالى والغضب يتأجج . أحد أهالي القرية في غضب شديد : ” لقد فقدت أحد أبنائي الليلة ! منذ...